لأن صحتك أمانة، عليك ألا تسمح لأي موقف بالتأثير على صحتك النفسية، فالحزن والعصبية وكثرة التفكير يؤثرون بشكل مباشر على صحة الإنسان النفسية والتي تنعكس على عمل الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان ما يجلب له الكثير من الأمراض، ومن الأمثلة عليها داء السكري أو الضغط، وهما من أكثر الأمراض شيوعاً عندما يمر الإنسان بحالة من الاكتئاب والضغط النفسي والعصبي. تكثر الدراسات التي توضح العلاقة بين داء السكري والاكتئاب، وجميعها تؤكد ارتباط العلاقة بينهما وأن العلاقة مزدوجة، فتشخيص إحداها يعني ارتفاع نسبة الإصابة بالمرض الأخر والعكس، وهذا ما يدفع الأطباء إلى الاهتمام بالصحة النفسية و مشاعر مريض السكر.
العلاقة بين السكري والحالة النفسية
أثبتت العديد من الدراسات أن هناك ارتباط وثيق بين مرض السكر والصحة النفسية، بل وأن العلاقة مزدوجة فكل منهما يؤثر على الآخر وتشخيص إحداها يعني ارتفاع نسبة الإصابة بالآخر، فاضطراب السكر يسبب اضطرابات نفسية مع زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والعكس صحيح. إن علاقة السكري بالصحة النفسية مرتبطة بعوامل تنقسم إلى قسمين، القسم الأول يندرج تحت فئة العوامل الطبيعية، أما القسم الثاني منها فيندرج تحت فئة العوامل الخارجية.
كيف يؤثر مرض السكري على الحالة النفسية "العوامل الطبيعية"؟
إن الخصائص النفسية لمرضى السكري غير مستقرة، فسرعان ما يدخل في حالة عصبية، أو حالة من التوتر والقلق أو الحزن غير المبرر، فهل تساءلت عن السبب؟ أو هل سبق وربطت معاناة مرضى السكري هذه مع اضطرابات السكر في الدم التي يعاني منها؟ وما إن كان السكري يمكن أن يؤثر على الحالة النفسية؟
أكدرت الدراسات العلمية أن تقلبات المزاج وأن التغيرات المتكررة في مشاعر مريض السكر هذه طبيعية، ويؤثر انخفاض مستوى السكر في الدم على إفراز المخ لهرمون السيروتونين المسؤول عن السعادة والحالة المزاجية المستقرة، كما أنه يساعد في الحفاظ على صحة نفسية إيجابية، أكثر تركيزاَ وأقل قلقاً، ويدعم تكوين مشاعر متزنة عاطفياً، وعليه فإن السكري يمكن أن يؤثر على الحالة النفسية بشكل مباشر.
أما التفسير العلمي لعصبية مريض السكري غير المبررة، فهي بسبب الخلايا العصبية التي تعتمد في غذائها على الجلوكوز، ولكن مع انخفاض السكر في الدم الناتج عن أخذ جرعة زائدة أو بذل مجهود عنيف، فستتأثر تلك الخلايا ما يدفع مريض السكر للدخول في حالة عصبية.
كيف تؤثر العوامل النفسية على مرض السكري "العوامل الخارجية"؟
من اسمها العوامل الخارجية، أي العوامل التي تحيط بمريض السكر، والتي تعرضه لحالة من عدم الاستقرار العاطفي وتسبب له القلق والتوتر والخوف، إلى جانب المواقف التي تُشعره بالغضب والإحباط والحزن والتعب، وجميعها تزيد من نسبة هرمون الأدرينالين والكورتيزون لديه.
ما علاقة هذه الهرمونات بالوضع الصحي لمريض السكري؟ بالطبع هناك علاقة وثيقة بين هذه الهرمونات التي تتأثر بالحالة النفسية للإنسان، وبين نسبة السكر في الدم، فهرمون الأدرينالين وهرمون الكورتيزون هرمونات مضادة لعمل هرمون الأنسولين ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم، وعليه فإن تأثير الحزن على مريض السكري سيء ويسبب اضطرابات في مستويات السكر في الدم.
ماذا يشعر مريض السكر؟

يشعر مريض السكري بمجموعة من المشاعر المتقلبة حيث يزيد خطر الإصابة بمضاعفات سكر الدم، وتختلف المشاعر التي يعاني منها عند ارتفاع أو انخفاض السكر، وتشمل:
مشاعر مريض السكري عند ارتفاع السكّر في الدم
- النرفزة
- الحيرة
- الجوع
- الانزعاج
- التعب
مشاعر مريض السكري عند انخفاض السكر في الدم
- التوتر
- الغضب
- الحزن
- التعب
تأثير الحرمان على مريض السكري
من المعتقدات الخاطئة التي نربطها بنمط حياة مريض السكري؛ الحرمان ووضع حمية غذائية تسلب منه متعة تناول ما لذ وطاب من الأطعمة وهذا أمر له انعكاس سلبي على مشاعر مريض السكر، إذ يعتبر الحرمان من أكثر الأمور التي يعاني منها مريض السكري، والذي يسبب له حالة نفسية سيئة، وكما ذكرنا آنفاً بأن الحزن والقلق لهما تأثير على ارتفاع نسبة السكر بالدم ويزيد من خطر الإصابة بمضاعفات صحيّة متعلقة بمضاعفات السكري.
وجب التنويه أيضاً أن تدهور حالته النفسية بسبب الحرمان قد تؤدي إلى الإصابة بمشاكل في القلب أو الدماغ أو على العين، وعدم تعافي مريض السكر من هذه الحالة النفسية، وبذل مجهود في اقناعهم بإمكانية التعايش مع هذا المرض قد يسبب له الاكتئاب، وخصوصاً وأن مريض السكري معرض بشكل كبير للإصابة بالاكتئاب.
هل مريض السكري عرضة للاكتئاب؟
نعم، مريض السكري أكثر عرضة للاكتئاب من غيره فبحسب دراسة عن انتشار الاكتئاب بين المصابين بمرض السكري النوع الثاني أجريت على سكان فلسطين كونهم من أكثر الشعوب التي تتعرض لضغوطات نفسية شديدة، وأزمات تؤذي مشاعرهم أو تعرضهم لحالات من عدم الاستقرار النفسي، وجد الباحثون أن المستويات العالية للإكتئاب منتشرة بين مرضى السكري بنسبة أكبر من الدراسات الأخرى المجربة على شريحة أخرى من الناس. بناءً على هذه الدراسة فإن المشاعر تصبح مشكلة عندما يكون الشخص مصاباً بمرض السكري، ويجب الاهتمام بصحة مريض السكري النفسية كي لا يتعرض للاكتئاب.
كيف يتم الدعم النفسي لمرضى السكري؟

أما بالحديث عن العلاج النفسي لمرضى السكري فيتم عن طريق اتباع الممارسات الروتينية التي تحسن من نمط ونوعية حياة مرضى السكري، وتزيد من قدرة المصاب على الاستجابة للعلاج وتعايشه مع المرض، ومن أبرز النصائح التي نقدمها لمريض السكري كي يتعايش مع هذا المرض من دون التأثير على صحته النفسية هي:
- تشجيع مريض السكري على عيش حياة متوازنة وصحية، وقدرته على الاعتناء بحالته بشكل مستمر.
- ألا نشعر مريض السكري بأنه شخص مريض أو مختلف أو يحتاج لتعامل خاص.
- تجنب مشاركة مريض السكر ما يؤثر على استقراره النفسي أو ما سيسبب له الحزن أو القلق.
- تثقيف المريض حول حالته الصحية وكيفية التعامل مع حالة ارتفاع وانخفاض السكر، كي يستطيع الاعتناء بحالته بشكل صحيح، وهذا ما سيقلل من خوفه وقلقه وتقبله لحالته الصحية.
- اختيار طبيب يرتاح له المريض، والأهم أن يمنحه الرعاية الكاملة واللازمة، كما يجب أن يهتم بصحته النفسية كي يتخلص مريض السكري من والإحباط والحزن والتعب البدني الذي قد ينتج عن الأزمة النفسية.
لا بد أن يختلط المريض بالأشخاص الذين يشاركونه نفس المرض للاستفادة من دعمهم وتجاربهم، ما يدعم تحسين مزاج ونوعية حياة مرضى السكري.
كما يتعين على مريض السكري البحث عن طرق لجعل حياته أسهل من خلال تبسيط الممارسات الروتينية المتعلقة بمرض السكر، مثل الحصول على مواعيد طبيب افتراضية، ويمكنك التعايش مع مرض السكري بسهولة مع تطبيق اثنين!
رعاية مرضى السكري مع تطبيق إثنين
حقق أهدافك وتعايش مع السكري من خلال الاستفادة من خدمات تطبيق إثنين الذي يوفر خدمة دعم وتدريب لكل من يريد التعايش مع السكري بتحكم وإدارة مثالية، وذلك من خلال استشارات خاصة بك ومصممة لك لتغطي حالتك وتلبي احتياجاتك، وعلى يد أفضل المدربين الصحيين ذو الخبرة. حمل التطبيق الآن.