مرحلة ما قبل السكري أو كما تعرف أيضاً باسم "مقدمات السكري" هي حالة تتميز بارتفاع مستوى السكر في الدم، ولكن حدوثها لا يعني الإصابة بمرض السكري، ومع ذلك لا بد من التعامل مع هذه الحالة باهتمام كبير، حيث إنها ترفع نسب الإصابة بداء السكري النوع الثاني.
ويمكن للأشخاص الذين يعانون من مرحلة ما قبل السكري التحكم بالسكري ضمن المعدل الطبيعي من خلال تغيير نمط الحياة وتحسين النظام الغذائي وممارسة الرياضة بانتظام. كما أن على المصابين بمقدمات السكري الحصول على العناية الطبية اللازمة من أجل التخلص من هذه الحالة الطبية، وتجنب الإصابة بالسكري النوع الثاني.
هل تشك أنك دخلت مرحلة ما قبل السكري؟ أم تم تشخيصكَ بمقدمات السكري؟ تفضل بقراءة هذا المقال من مدونة إثنين، والذي سيكون دليلاً متكاملاً عن مرحلة ما قبل السكري، حيث سنتطرق للحديث عن اعراض مقدمات السكري، وأسباب مقدمات السكري، كما سنجيب على سؤال الأكثر شيوعاً عن هذا الموضوع، ألا وهو هل يمكن الشفاء من مقدمات السكري؟.
ما هي مرحلة ما قبل السكري؟
مرحلة ما قبل السكري، والتي تعرف أيضاً باسم مقدمات السكري، هي حالة ارتفاع مستوى السكر في الدم أعلى من المعدل الطبيعي، ولكن لا يصل هذا الارتفاع لمستوى التشخيص بداء السكري النوع الثاني، ولكن تجاهل هذه الحالة وعدم إجراء أي تغيير في نمط الحياة يزيد بشكل كبير من فرص الإصابة بداء السكري النوع الثاني.
خلال مرحلة ما قبل السكري، يعاني الفرد من الحالات الطبية التالية:
- ضعف تحمل الجلوكوز (Impaired Glucose Tolerance - IGT)، مما يعني أن نسبة السكر في الدم أعلى من المعتاد بعد تناول الوجبة.
- الخلل بنسبة السكري بالصوم (Impaired Fasting Glucose - IFG)، مما يعني أن نسبة السكر في الدم أعلى من المعتاد في الصباح قبل تناول الطعام.
أما بالإجابة على سؤال، هل مرحلة ما قبل السكري خطيرة؟ فلا تعتبر خطيرة ما دمت تتّبع إرشادات الطبيب، أو تُتابع حالتك الصحية مع مدرب صحي.
ما هي أعراض مقدمات السكري؟
في العادة لا يوجد أعراض محددة لمقدمات السكري، ولكن قد تظهر بعض المؤشرات التي تدل على الإصابة بمقدمات السكري مثل: ظهور بقع داكنة على بعض المناطق في الجسم، وتشمل هذه المناطق المصابة، المرفقين،والركبتين، والرقبة، والإبطين، والمفاصل. كما تشتمل أعراض مقدمات السكري على:
- زيادة العطش
- زيادة التبول وخاصة في الليل
- تعب وإرهاق دائم
- رؤية ضبابية
- القروح أو الجروح التي لا تلتئم
أسباب مرحلة ما قبل السكري
على غرار مرض السكري، لا يُعرَف حتى الآن السبب الدقيق للإصابة بمقدمات السكري، فقد يكون سبب مرض السكري أو مقدمات السكري التاريخ العائلي، أو نمط الحياة غير الصحي، والذي ينتج عنه خلل يعيق الجسم عن معالجة السكر (الغلوكوز) بشكل سليم.
يقوم البنكرياس بإفراز هرمون يسمى الأنسولين عند تناول الطعام، وهو الأنسولين مسؤول عن نقل السكر الموجود في الدم إلى خلايا الجسم، بحيث يستخدم الجسم السكر كمصدر للطاقة، وبهذه الطريقة يساعد الأنسولين الجسم على خفض مستوى السكر في الدم، وبقائه ضمن المعدل الطبيعي.
في حال ارتفع مستوى السكر في الدم عن معدل السكري الطبيعي في الدم، فهذا يحدث إما نتيجة تدمير الخلايا المنتجة لهرمون الإنسولين في البنكرياس من قبل جهاز المناعة في الجسم، أو نقص إفراز هرمون الانسولين، أو بسبب خلل في مستقبلات الانسولين في الخلايا ينتج عنها مقاومة الجسم للانسولين، مما يؤدي ذلك للإصابة بمقدمات السكري، أو مرض السكري النوع الثاني.
عوامل الخطر لمرحلة ما قبل السكري
يمكن أن تحدث مقدمات السكري لأي شخص وفي أي عمر، ولكن هناك عوامل تزيد من فرص الإصابة بهذه الحالة، حيث تشير الأبحاث إلى أن مقدمات السكري مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بعوامل نمط الحياة والوراثة.
إليكم في القائمة التالية بعض عوامل الخطر الرئيسية لمقدمات السكري:
- ارتفاع الوزن: الأشخاص الذين يملكون مؤشر كتلة الجسم (BMI) يزيد عن 25 أكثر عرضة للتعرض إلى مرحلة ما قبل السكري.
- محيط الخصر: يمكن أن يؤدي وجود دهون حول خصرك إلى زيادة خطر الإصابة بمقدمات السكري، إذ يجب ألا يكون محيط خصر الرجل يزيد على 101.6 سنتيمتر (40 بوصة) أو محيط خصر المرأة يزيد على 88.9 سنتيمترًا (35 بوصة).
- العرق: أظهرت الأبحاث أن مقدمات السكري تحدث بمعدلات أعلى لدى الأشخاص الأمريكيين من أصل أفريقي أو الأمريكيين الآسيويين أو اللاتينيين أو الأمريكيين الأصليين.
- نمط الحياة: يؤدي فرط استهلاك اللحوم الحمراء، واللحوم المصنعة، والمشروبات المحلاة بالسكر، إلى زيادة خطر الإصابة بمقدمات السكري.
- النشاط البدني: تساعدك ممارسة التمارين الرياضية بانتظام في الحفاظ على وزن معتدل، علاوةً على أنها تقليل خطر الإصابة بمقدمات السكري.
- التدخين: يرتبط التدخين بزيادة نسبة الإصابة بمقدمات السكري، كما أنه يعمل على بزيادة حجم الخصر ، وهو عامل خطر آخر لمقدمات السكري.
- الوراثة: تلعب الوراثة دوراً رئيسياً في زيادة نسبة الإصابة بداء السكري من النوع الثاني أو مقدمات السكري.
- التاريخ الطبي: ترتبط بعض الحالات الطبية، نذكر منها؛ انقطاع النفس النومي، وسكري الحمل، ومتلازمة تكيس المبايض وارتفاع ضغط الدم، وزيادة مستويات الكوليسترول أو الدهون الثلاثية ، بزيادة مخاطر مقاومة الأنسولين ومقدمات السكري.
تشخيص مرحلة ما قبل السكري
من أجل تشخيص الإصابة بمقدمات السكري، سيطلب منك الطبيب إجراء فحص دم من أجل تشخيص دقيق، وهذا يعني سحب عينة دم وإرسالها إلى المختبر، وقد تختلف النتائج حسب نوع الاختبار، لذا من الأفضل إجراء نفس الاختبار مرتين لتأكيد التشخيص.
لتشخيص مقدمات السكري، لا يتم استخدام جهاز السكر الذي يقيس مستويات الجلوكوز لديك بل ستخضع لإحدى الاختيارات التالية:
فحص هيموغلوبين A1C
يعتبر فحص هيموغلوبين A1C من أشهر أنواع تحاليل الدم الشائعة لتشخيص الإصابة بداء السكري النوع الأول والثاني، ونتيجته تعطي مؤشراً عن مدى تحكم الجسم بمستوى السكر بالدم، ويقيس متوسط مستوى السكر في الدم خلال آخر شهرين إلى ثلاثة أشهر، ولا يتطلب هذا الاختبار الصيام ويمكن إجراؤه في أي وقت، وقيمة A1C من 5.7٪ إلى 6.4٪ تُشخص لمقدمات السكري.
اختبار غلوكوز بلازما الصيام
من أجل اختبار جلوكوز بلازما الصيام (FPG) ، سيطلب منك الطبيب الصيام لمدة 8 ساعات أو طوال الليل، وبعد ذلك سيأخذ أخصائي الرعاية الصحية عينة دم للاختبار، ويشير مستوى السكر في الدم من 100 إلى 125 مجم / ديسيلتر إلى مقدمات السكري.
اختبار الجلوكوز الفموي
يتطلب اختبار تحمل الجلوكوز الفموي (OGTT) أيضًا الصيام، وسيفحص الطبيب مستويات الجلوكوز في الدم مرتين، مرة في بداية الموعد ثم بعد ساعتين بعد تناول مشروب سكري، وإذا كان مستوى السكر في الدم يبلغ 140 إلى 199 مجم / ديسيلتر بعد ساعتين ، فإن الاختبار يشير إلى خلل تحمل الجلوكوز أو مقدمات السكري.
علاج مقدمات السكري
هل يمكن الشفاء من مرحلة ما قبل السكري؟ أثبتت دراسة عن مقدمات السكري ونمط الحياة أن اتباع نمط حياة صحي وتجنب العوامل التي تزيد من ارتفاع مستوى السكر في الدم قد يقلل من خطر تقدم مقدمات السكري لمدة تصل إلى 10 سنوات.
يمكن علاج مرحلة ما قبل السكري من خلال اتباع أساليب الوقاية، وتشمل:
- الحفاظ على نظام غذائي غني بالألياف، وقليل بالكاربوهيدرات والسكريات، وتناول الفواكه المناسبة لمرضى السكري
- أن تكون حصة الكاربوهيدرات معتمدة على طريقة حساب الكربوهيدرات لمرضى السكري
- ممارسة الرياضة بانتظام
- الحفاظ على وزن معتدل
- الاستمرار في أخذ الدواء إذا وصفه الطبيب
- تناول السناكات الصحية لمرضى السكري
رعاية مرضى السكري مع تطبيق إثنين
حقق أهدافك وتعايش مع السكري من خلال الاستفادة من خدمات تطبيق إثنين الذي يوفر خدمة دعم وتدريب لكل من يريد التعايش مع السكري بتحكم وإدارة مثالية، وذلك من خلال استشارات خاصة بك ومصممة لك لتغطي حالتك وتلبي احتياجاتك، وعلى يد أفضل المدربين الصحيين ذوي الخبرة.
حمل تطبيق إثنين الآن، ولا تنسى الاطلاع على أهمية المدرب الصحي لمريض السكري.