لا تقتصر تربية الأطفال على توفير حياة كريمة لهم فحسب، بل تمتد لتشمل الاهتمام بالصحة النفسية للطفل إذ أن أصغر المواقف قد تؤذي مشاعره والتي بدورها قد تقلل من ثقة الطفل بنفسه، ما قد يؤثر على حياته الاجتماعية وقدرته على مواجهة الحياة مستقبلاً.
عادةً ما يصاب الأطفال بداء السكري النوع الأول، كما أن هناك احتمال لإصابتهم بمرض السكري النوع الثاني والذي يعتبر الأقل شيوعا لدى الأطفال. أكثر ما يقلق الأهل عند معرفتهم بإصابة طفلهم بمرض السكري هو كيفية التعامل مع الطفل مريض السكر وما إن كان من الصحيح إطلاع الطفل على مرضه أو إخفاء الأمر.
نسلط الضوء في مقالنا التالي من مدونة اثنين على نصائح التعامل مع الطفل المصاب بالسكري النوع الأول أو سكري النوع الثاني وطريقة تقديم الدعم لهم، كما سنوضح الطريقة الصحيحة لإخبار الطفل بمرضه.
هل أخبر طفلي بمرضه بالسكري؟
يدخل الأهل في حالة من الصدمة، أو الحزن، أو الغضب، أو حتى تأنيب الضمير، عند معرفتهم بإصابة طفلهم بمرض السكري سواء النوع الأول أو النوع الثاني الذي يعتمد على تغذية مريض السكري، وهذه المشاعر طبيعية للغاية! وهنا يدخل الأهل في دوامة من الحيرة، هل أخبر طفلي أنه مصاب بالسكري، أم هل أخفي عنه الأمر؟
بالطبع على الأهل الحديث مع طفلهم عند إصابته بمرض السكري لسببين، السبب الأول هو أن الأطفال أذكياء للغاية ويدركون ما يجري حولهم جيداً، فعدم إخبار الطفل بما لديه بالرغم من مروره بإجراءات طبية ستشعره بالاختلاف عن أقرانه من الأطفال، ستكسر الثقة بينه وبين أهله.
أما السبب الثاني فهو أهمية أن يتم ثقيف الطفل بحالته الصحية كي يستطيع التعبير عما يشعر به من أعراض، وللقدره على التعامل مع أي من المضاعفات التي قد يمر بها.

الحديث مع الأطفال عن مرض السكري
إليكم هذه النصائح التي ستساعدكم على الحديث مع الطفل المصاب بالسكري عن مرضه:
كن إيجابياً عند الحوار
على الأهل أولاً تجاوز مرحلة الصدمة كي يستطيعوا التحدث مع الطفل بطريقة صحيحة لا تؤثر على مشاعره! لا تشعر الطفل بحزنك كي لا يخاف من الأمر، ولا تخفي عن طفلك معلومة أن مرض السكري لن يختفي، وأنه لا بأس من الشعور بالحزن أو الانزعاج من الإصابة به.
ثقف نفسك أولاً
إن الأهل المرشد الأول للطفل، لذا عليك تثقيف نفسك عن المرض كي تكون مستعداً للإجابة على أي سؤال متعلق بالمرض سيطرحها الطفل، فعدم معرفتك للإجابة سيشعر الطفل بالقلق والخوف.
ناقش مرض طفلك مع إخوانه
ناقش أيضًا مرض طفلك مع إخوانه، فقد يشعرون بالغيرة من الاهتمام الإضافي الذي يحظى به شقيقهم المصاب أو قلقهم بشأن الإصابة بمرض السكري بأنفسهم.
تشجيع العائلة على اتباع حياة صحية
ناقش أهمية العيش ضمن نمط صحي لكافة أفراد العائلة كي لا يشعر الطفل أن الحياة الصحية خاصة به فقط بسبب مرضه.
طريقة الحوار حول مرض السكري تختلف حسب العمر
تأكد من التحدث إلى طفلك بطريقة مناسبة لعمره، وإليكم الطريقة المناسبة لكل فئة عمرية:
مرحلة ما قبل المدرسة
يمكن للأهل في هذه المرحلة شرح أن هناك ممارسات سيقوم بها الطفل متعلقة بفحوصات السكري، ويمكن شرحها بعبارات بسيطة وسهلة الفهم عليهم من دون تخويفهم.
الأطفال في المرحلة المتوسطة من المدرسة
الدعم هو كل ما يحتاجه الأطفال في هذا العمر، وعليك أن تستخدم عبارات تشجيعية كي تشعر الطفل أنه له دور في هذه المهمة، ويمكنك أن تشرح له المهام التي سيتولاها كي يستطيع الاعتماد على نفسه ومساعدة الوالدين في تولي الرعاية الصحية التي يحتاجها، وخصوصاً وأنهم في هذا العمر يصبحون أكثر اهتماماً بالاستقلالية وتحمل مسؤولية أنفسهم، وبهذا يمكن استغلال حالة الطفل الصحة لتقوية ثقته بنفسه والاعتماد على الذات. كما يمكن للأهل أن يثنوا على ما يقوم به الطفل خلال رحلته العلاجية، وتكرار أن طفل السكري قادر على فعل ما لا يقوى الطفل غير المصاب فعله.
المراهقين
إياك أن تتكلم مع طفلك المراهق حول مرض السكري وكأنك تملي عليه النصائح، بل قدم له الدعم، فالمراهقون اليوم يمكنهم الحصول على أي معلومة من الإنترنت، وسوف يتمكن من الاهتمام بنفسه مع إرشادات الطبيب الخاص به، وكل ما عليك فعله هو تقديم الدعم النفسي والمساندة إن طُلبت.

كيف يشعر الطفل المصاب بمرض السكري؟
إن الأطفال أكثر حساسية وقلقاً من البالغين عند معرفتهم بأي أمر وخصوصاً إن كان يشعرهم بالاختلاف عن أقرانهم من الأطفال، وبناءً على ذلك، عندما يعلم الطفل أنه مصاب بمرض السكري، قد تنتابه المشاعر التالية:
- الانعزال والرغبة في البقاء وحيداً
يرغب الطفل بالبقاء وحيداً عندما يشعر بالاختلاف عن الآخرين، وعليه عند معرفته أنه مصاب بمرض السكري سيرغب بالبقاء وحيداً.
- الإنكار وعدم تقبل المرض
رغبةً من الطفل المصاب بالسكري بأن يشبه أقرانه من الأطفال، سيدخل في حالة إنكار المرض، وعدم تقبله لأي نوع من أنواع العلاجات المتعلقة به، بل وقد يخفي المضاعفات الناجمة عن مرضه ما يسبب له الأذى.
- الاكتئاب
كنا قد شرحنا سابقاً أهمية مراعاة مشاعر مريض السكري كونه أكثر عرضه من غيره للاكتئاب، وفي حالة الأطفال المصابين بالسكري، فهم أيضاً أكثر عرضه للإصابة بالاكتئاب، والحزن، والاحباط، والرغبة بالبكاء، والغضب من أي أمر يطلب منه وخصوصاً عندما يتعلق بمرضه، مثل أن يطلب منه أخذ جرعات الأنسولين، أو فحص نسبة الأنسولين في الدم، أو زيارة الطبيب.
- الإحساس بالذنب
يمكن أن يشعر الطفل الحساس بالذنب ويحمل نفسه مسؤولية إصابته بمرض السكر، أو أن يشعر بأنه يسبب الجهد والقلق لأهله وإخوته بسبب ما يمر به وما عليهم أن يقدموا له الاهتمام بحالته الصحية.
- الغضب والاستياء
من الطبيعي أن يشعر الطفل بالغضب، وسيصب كل هذا الغضب والاستياء على والديه كونهم يشرفون على إجراءات العلاج من تقديم الأدوية أو جرعات الأنسولين أو الفحوصات.
- الخوف والقلق
فحص نسبة السكر في الدم، الإبر وجرعات الأنسولين، ومعرفة الطفل أن هذه الإجراءات ستمتد لفترات طويلة ستسبب له الخوف والقلق.
- الإحراج
قد يشعر الطفل المصاب بالسكري بالحرج بسبب كثرة الاهتمام الذي يحصل عليه والتركيز على وضعه الصحي، وخصوصاً عندما يتم فحص نسبة السكر لديه أو إعطائه أي من الأدوية في المدرسة أو أمام أقرانه من الأطفال في بيت العائلة أو في مكان عام.
- عدم الاستقلالية
عندما يكتشف الطفل أنه مصاب بمرض السكري، قد يقوم بتصرفات أصغر من عمره كنوع من أنواع لفت النظر، مثل الاعتماد على والديه أكثر بالمقارنة مع الأطفال في مثل عمره.
نصائح للأهل للتعامل مع طفلهم المصاب بالسكري
- اختر طبيباً يرتاح الطفل له، ودع طفلك يطرح التساؤلات التي ترغبون بمعرفتها عن مرضه.
- عزز لدى طفلك المصاب بالسكري فكرة أنه اختلافه هو سبب قوته وتميزه عن الآخرين.
- شجع طفلك أن يناقش مرضه مع أصدقائه بكل ثقة.
- علم طفلك المصاب بالسكري طرق التصدي للمتنمرين، وتنمية الثقة لديه ستساعده على القيام بذلك دون إرشادات.
- تحدث إلى طفلك دئماً عن أنه يحدث من دون سبب، فمن الممكن أن يلوم الطفل نفسه.
كيف أدعم طفلي المصاب بالسكري؟

بعد أن تعرفت على المشاعر التي يشعر بها طفلك المصاب بمرض السكري، إليك هذه النصائح التي ستساعدك على دعم حالة طفلك النفسية:
- التواصل مع الطفل
امنح طفلك الراحة اللازمة كي يتواصل معك ويعبر عن مشاعره، فالدعم النفسي أهم ما يمكن أن يمنحه الأهل لطفلهم، والأهم عليك أن تمنحه الحنان والاهتمام ولا نقصد هنا بالاهتمام الصحي، بل النفسي.
- تنمية مواهبهم
يمكن للهوايات أن تشتت تفكير الطفل حول مرض السكري، وأن تسمح له بالتعبير عن مشاعره من دون الحاجة للكلام، فالرسم أو الموسيقى أو الكتابة لغة تخرج الطاقة السلبية من الإنسان.
- تنمية الاستقلالية لدى الطفل
في حال كان الطفل المصاب بمرحلة ما قبل المدرسة أو المرحلة أو المرحلة الابتدائية حتى المتوسطة، يمكن إشراكه في خطوات الفحص، مثل السماح له باختيار مكان حقن الإبرة أو الأصبع الذي سيتم وخزه لاختبار نسبة الجلوكوز في الدم.
- استشارة مدرب صحي لمرض السكري
دائماً ما يصدر عن التركيز على هدف واحد نتائج فعالة للغاية، وهذا ما سيحدث عند استشارة مدرب سكري خاص لفهم حالة طفلك الصحية والنفسية، والحصول على خطط علاجية مصممة لأجل طفلك.
ويمكن الحصول على هذه الخدمة من خلال تطبيق اثنين!
رعاية مرضى السكري مع تطبيق اثنين
حقق أهدافك وتعايش مع السكري من خلال الاستفادة من خدمات تطبيق اثنين الذي يوفر خدمة دعم وتدريب لكل من يريد التعايش مع السكري بتحكم وادارة مثالية، وذلك من خلال استشارات خاصة بك ومصممة لك لتغطي حالتك وتلبي احتياجاتك، وعلى يد أفضل المدربين الصحيين ذو الخبرة. حمل التطبيق الآن.