دليلك الشامل للسكري النوع الأول: الأعراض، والأسباب، والعلاج

ما هو السكري؟
وقت القراءة 5 دقائق

يعتبر مرض السكري بنوعيه السكري من النوع الثاني والسكري من النوع الأول Diabetes Mellitus من أكثر الأمراض شيوعاً حول العالم، فحسب منظمة الصحة العالمية عن داء السكري، فقد ارتفعت نسبة المصابين بالسكري في العالم من 108 مليون شخص في عام 1980 إلى 422 مليون شخص في عام 2014، وهو ارتفاع مخيف حقاً! عادةً ما يشار إلى مرض السكري النوع الأول type 1 diabetes mellitus بأنه سكري الأطفال حيث يظهر للإنسان من عمر مبكر. 

ما هو سكري النوع الاول؟ وما الفرق بين سكري النوع الاول والثاني؟ ما هي أسباب وأعراض الإصابة بمرض السكري النوع الأول؟ ما هي طرق علاج سكري النوع الاول؟ وهل يأخذ مريض السكر من النوع الأول الأنسولين مدى الحياة للمحافظة على مستوى سكر الدم؟ تعرفوا على كل ذلك وأكثر في هذا المقال من مدونة اثنين

ما الفرق بين السكري النوع الأول والسكري النوع الثاني؟

على الرغم من أن مرضى سكري النوع الأول  Diabetes Mellitus، وسكري النوع الثاني، وحتى سكري الحمل؛ الذي يصيب النساء أثناء الحمل، يعانون من نفس المشكلة، وهي نقص نسبة الأنسولين في الدم وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم مستوى سكر الدم، إلا أن أنواع السكري تختلف من حيث مسببات المرض؛ وعليه فإن الفرق بين سكري النوع الاول والثاني هو السبب الذي أدى لظهور هذا الخلل في جسم الإنسان.   

أسباب السكري من النوع الثاني كثيرة، إلا أن أهمها هو الوزن الزائد وسوء النظام الغذائي واختيار نوعية الطعام التي ترفع من نسبة سكر الدم بالدم ما يمنع البنكرياس من السيطرة على هذا الارتفاع غير الطبيعي في الجسم وعدم قدرته على إفراز ما يكفي من هرمون الأنسولين لبقاء مستوى سكر الدم طبيعياً. 

أما سبب السكري من النوع الأول فهو تفاعل مناعي ذاتي يُشن من قبل جهاز المناعة على البنكرياس ما يمنع الجسم من إفراز الأنسولين، أي لا دخل للإنسان أو أسلوب حياته أو الأنشطة التي يقوم بها بالإصابة بداء السكري من النوع الأول.

هل النوع الأول من السكري خطير؟

على الرغم من اعتبار مرض السكري من النوع الأول مرضاً مزمناً، إلا أنه في حال إدارة المرض بطريقة صحيحة فيمكن المحافظة على مستوى السكر الدم، ما يجنب المصابين بداء السكري النوع الأول من المضاعفات الخطيرة، لذا لا يعتبر من الأمراض الخطيرة.

متى يصاب الإنسان بالسكري النوع الأول؟   

من المتعارف عليه أن مرض السكري النوع الأول (Type 1 Diabetes) يصيب الأطفال في أي عمر والمراهقين وحتى في مرحلة الرضاعة وهو ما يعرف باسم سكري الرضع Neonatal diabetes، ولكن عادة ما يظهر السكري النوع الأول لدى الأطفال في مرحلتين، الأولى من عمر 4 – 6 أعوام، والثانية من عمر 10 – 14 عاماً.  

أما بالإجابة على سؤال هل السكر النوع الأول يصيب الكبار؟ نعم، يمكن أن يصاب الإنسان في أي عمر بداء سكري النوع الأول Diabetes Mellitus. وبحسب دراسة عن مرض السكري النوع الأول هناك نسبة 50% أن يصاب الراشدون بداء السكري النوع الأول حتى عمر 30 سنة.   

هل يمكن أن يشفى مريض السكر من النوع الأول؟  

الجواب: لا يمكن أن يشفى مريض السكري النوع الأول من مرضه. سكري النوع الأول هو مرض مزمن يظهر في مرحلة الطفولة أو المراهقة أو الشباب ويستمر مدى الحياة، ولكن مع اتباع نمط حياة صحي والمواظبة على ممارسة التمارين الرياضية يستطيع مرضى السكري النوع الأول إدارة السكري بشكل سلس وطبيعي، وأن يتجنبوا الإصابة بأي من مضاعفات السكري الخطيرة.

 أسباب السكري من النوع الأول  

لا توجد أسباب دقيقة وواضحة لظهور داء السكري من النوع الأول (type 1 diabetes)، ولكن يتم تشخيص الفرد بالنوع الأول من السكري عندما يتم تدمير الخلايا المنتجة لهرمون الإنسولين في البنكرياس من قبل جهاز المناعة في الجسم؛ الجهاز المسؤول عن مكافحة الفيروسات والبكتيريا الضارة لحماية جسم الإنسان من أي مرض أو مضاعفات.   

على الرغم من أنه لم يتم اكتشاف سبب حقيقي لإصابة الفرد بداء السكري من النوع الأول، ولكن هناك أسباب محتملة وقد سلطت عدة دراسات الضوء عليها، وتشمل أسباب الإصابة بالسكري من النوع الأول:  

1- الوراثة   

إن مرض السكري النوع الأول مرض قابل للوراثة، أي أن الأطفال من أهل مصابين بداء السكري من النوع الأول أكثر عرضة للإصابة به، بحسب دراسة عن مرض السكري النوع الأول، فإن هناك خطر للإصابة بالسكري النوع الأول بنسبة 1 - 9% على الأطفال الذين لديهم أم أو أب مصاب / مصابة بالسكري من النوع الأول، أي يبلغ حوالي إصابة واحد وراثية من كل 250 شخص.   

2- التعرض للفيروسات   

جاء في دراسة عن الأمراض المعوية وداء السكري النوع الأول أن التعرض للفيروسات المعوية التي تدخل الأمعاء وتنتشر من خلال قلة النظافة تحفّز من الإصابة بالسكري من النوع الأول في حال كان هناك تحفيز وراثي، أي أن هذا المُسبب سيزيد من فرصة الإصابة بداء السكري من النوع الأول فقط في حال كان أحد الأهل مصابين بداء السكري من النوع الأول. 

3- العوامل البيئية   

ورد في دراسة عن مرض السكري النوع الأول أن الإصابة بداء السكري من النوع الأول diabetes mellitus قد يحدث بسبب تفاعل جسم الإنسان مع العوامل البيئية، وقد أشارت الدراسة أيضاً إلى أن نسبة الخطر تختلف حسب المنطقة الجغرافية، حيث يزيد عدد الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الأول عندما يبتعدون عن خط الإستواء، كما تشير الدراسة أن نسبة الإصابة بمرض السكري أكثر شيوعاً لدى البيض ولم يظهر السبب بعد.

أعراض سكري النوع الأول   

تظهر أعراض سكري النوع الأول بسبب ارتفاع نسبة سكر الدم

تتشابه أعراض السكري من النوع الأول مع أعراض السكري من النوع الثاني، ويمكن أن تظهر أعراض السكري من النوع الأول type 1 diabetes في مرحلة الطفولة أو المراهقة أو حتى مرحلة الشباب لغاية عمر 30 عاماً، كما أن أعراض الإصابة بالسكري من النوع الأول قد تظهر فجأة، وتشتمل أعراض الإصابة بداء السكري من النوع الأول على:  

  • الشعور بالعطش بشكل كبير ومتكرر  
  • التبول بكثرة وفي حال الأطفال قد يعانون من التبول في الفراش
  • الشعور بالجوع بشكل متكرر وغير طبيعي   
  • فقدان الوزن دون اتباع أي حمية غذائية  
  • التغيرات المزاجية وتقلب المشاعر فهناك علاقة بين الصحية النفسية والسكري من النوع الأول   
  • الرؤية الضبابية   
  • كثرة الشعور بالتعب وضعف عام في الجسم عند القيام بأي مجهود 

مضاعفات داء السكري من النوع الأول  

تؤثر مضاعفات داء السكري من النوع الأول على صحة الأعضاء المهمة والرئيسية في جسم الإنسان نذكر منها القلب والأوعية الدموية والأعصاب والعينين والكليتين، وعليه فمن المهم المحافظة على مستويات السكر في الدم لتجنب أي من مضاعفات داء السكري من النوع الأول.  

1- أمراض القلب  

إن الإصابة بمرض السكري سواء سكري النوع الاول والثاني يزيد من خطر الإصابة ببعض أمراض القلب والأوعية الدموية، ونذكر منها:  

  • مرض الشريان التاجي المصحوب بألم في الصدر  
  • النوبات القلبية 
  • السكتة الدماغية  
  • تصلب الشرايين 
  • ارتفاع ضغط الدم 

2- الاعتلال العصبي 

يعمل ارتفاع مستوى السكر في الدم على تلف جدران الأوعية الدموية الصغيرة التي تغذي الأعصاب في جسم الإنسان، ويسبب ذلك الشعور بوخز، أو خدر، أو حرقة، أو ألم تبدأ من الأطراف، وقد يصل الأمر إلى فقدان الإحساس بالأطراف تماماً.  

3- الاعتلال الكلوي 

يزيد مرض السكري من النوع الأول من إلحاق الضرر بالكلى في حال لم يكن مستوى السكر في الدم ضمن المعدلات الطبيعية، وعليه لا بد من إدارة مرض السكري بشكل صحيح لتجنب إلحاق الضرر بالكلى، كما يجب شرب المياه بكثرة. 

4- تلف العين 

من المتعارف عليه أن داء السكري النوع الأول أو الثاني يزيد من خطر الإصابة بأمراض العيون، نذكر منها مرض اعتلال الشبكية السكري، وعليه لا بد من المحافظة على نسبة السكر في الدم ضمن المعدل الطبيعي لمريض السكري لتجنب مضاعفات تلف العيون.  

5- تلف القدم 

إن ارتفاع نسبة السكر في الدم يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية، ويعمل ذلك على نقص وصول الدم إلى القدم ما يزيد من احتمال الإصابة ببعض المضاعفات في القدمين مثل مرض القدم السكرية، والتي قد تصل إلى بتر القدمين لا قدر الله.

6- أمراض الجلد

من مضاعفات مرض السكري من النوع الثاني أو الأول زيادة نسب الإصابة بالعدوى البكتيرية والفطرية في الجلد، مثل جفاف الجلد وتهيج البشرة واحمرارها، كما هناك احتمال إصابة مرضى السكري من النوع الأول بمرض اعتلال الجلد السكري، وهو ظهور بقع خشنة صغيرة بلون بني فاتح أو بني محمر على الجلد، وتظهر بكثرة على السيقان. والذكور أكثر عرضة من الإناث للإصابة بداء اعتلال الجلد السكري.

7- أمراض الفم

إن ارتفاع نسبة السكر في الدم تزيد من نسبة الإصابة بالتسوس، حيث يرتفع مستوى سكر الدم في جسم مرضى السكر، ما يزيد من نسبة السكر في لعاب المصابين، وبذلك يجعل اللعاب فم مصابي السكري بيئة خصبة لانتشار التسوس. هذا ويعمل ارتفاع مستوى السكر في الدم على زيادة فرص الإصابة بالتهاب الفم الذي قد يصل إلى فقدان الأسنان.

8- مرض السكري النفسي

من مضاعفات مرض السكري من النوع الأول تقلب المشاعر لدى مرضى السكري والشعور بالاكتئاب من فترة لأخرى وخصوصاً لدى الأطفال كونهم يشعرون بالاختلاف عن أقرانهم، كما يمكن للمراهقين والشباب الشعور بالإحباط والتعرض للضغط النفسي بسبب صعوبة متطلبات السيطرة على مرض السكري بالشكل الصحيح، والخوف من الإصابة بأي من مضاعفات مرض السكري، وهنا يجب الاستعانة بالمدرب الصحي للحصول على الدعم اللازم. 

ننصحكم بقراءة مجموعة من النصائح للتعامل مع الأطفال المصابين بالسكري النوع الأول

طرق تشخيص سكري من النوع الأول 

يمكن فحص سكري النوع الأول عن طريق اختبار سكر الدم العشوائي

هناك أكثر من طريقة لمعرفة إصابة الأطفال أو البالغين بداء السكري من النوع الأول، وهي:  

1- اختبار الهيموغلوبين السكري (A1C) 

الطريقة الأولى لتشخيص الإصابة بالسكري النوع الأول هو اختبار الهيموغلوبين السكري، والذي يقيس متوسط السكر في الدم في فترة تتراوح بين آخر شهرين حتى ثلاثة أشهر، حيث يوضح نسبة السكر في الدم المرتبطة بالبروتين الحامل للأكسجين في الهيموغلوبين "خلايا الدم الحمراء"، فكلما ارتفعت نسبة السكر في الدم ارتفع الهيموغلوبين.  

2- اختبار سكر الدم العشوائي 

يتم هذا الفحص عن طريق أخذ عينة من الدم في وقت عشوائي لمراقبة مستوى السكر في الدم بوحدة ملليغرام لكل ديسي لتر، وفي حال كان مستوى السكر في الدم 200 ملغم/دل أو أكثر فيعني ذلك أن الشخص الذي تم فحصه مصاب بالسكري.

3- اختبار سكر الدم أثناء الصيام 

يتعين عليك الصيام أثناء الليل لإجراء هذا الاختبار، وتوضح القراءات التالية ما إن كنت مصاباً أو في بدايات السكري:  

  • غير مصاب بالسكري: أقل من 100 ملغم/ديسيلتر   
  • مقدمات سكري: 100 و125 ملغم/ديسيلتر 
  • 126 ملغم/ديسيلتر وأكثر: الإصابة بمرض السكري "يتم إجراء الفحص مرتين لمراقبة مستويات السكر في الدم"

علاج مرض السكري من النوع الأول

عند الإصابة بالسكري من النوع الأول، يتعين على مرضى السكري من النوع الأول الخضوع لإحدى العلاجات التالية للمحافظة على مستويات السكر في الدم وتجنب مضاعفات النوع الأول من السكري والتي قد تكون خطيرة أحياناً:

  • حقن الأنسولين أو مضخة الأنسولين وهو جهاز صغير يتم ارتداؤه خارج الجسم، وهو مبرمج لتوصيل كميات محددة من الأنسولين طوال اليوم للجسم عند تناول الطعام. 
  • اتباع أنظمة غذائية تناسب مرضى السكري  
  • مراقبة مستوى سكر الدم بصورة دائمة  
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام 
  • المحافظة على الوزن ضمن المعدل الطبيعي

خيارات تناول الأنسولين لمرضى السكري النوع الأول

للمصابين بداء السكري من النوع الأول، لا يمكن أخذ الأنسولين عن طريق الفم أي من خلال الحبوب أو الأدوية التي قد توصف لمرضى السكري من النوع الثاني، ولكن هناك مجموعة من الخيارات لمنح المصابين بالسكري من النوع الأول جرعات الأنسولين التي وصفها الطبيب من أجل المحافظة على نسبة السكر في الدم لتجنب مضاعفات مرض السكري من النوع الأول، وتشمل خيارات توصيل الأنسولين:

  1. حقن الأنسولين
    تنقسم حقن الأنسولين إلى خيارين، الإبر العادية وقلم الأنسولين الذي يتضمن كبسة لتحديد نسبة الأنسولين التي وصفها الطبيب، ومنها أقلام تستخدم مرة واحدة، وأخرى يمكن إعادة تعبئتها.
  2. مضخة الأنسولين
    جهاز صغير يتم توصيله خارج الجسم من خلال قسطار يُدخل أسفل جلد البطن، وتتم برمجته لمنح الجسم كميات مبرمجة من الأنسولين طوال اليوم وعند تناول الطعام.  

أنواع الأنسولين للمحافظة على نسبة السكر في الدم

تختلف أنواع الأنسولين في مدة فعاليتها

عند الإصابة بمرض السكري يتعين على المصابين أخذ حقن الأنسولين مدى الحياة، وهناك أنواع للأنسولين وتشمل:

  • الأنسولين قصير المفعول: يبدأ مفعول هذا الأنسولين خلال 30 دقيقة بعد حقن المصابين بمرض السكري من النوع الأول به، ويستمر مفعوله حتى 4 إلى 6 ساعات.
  • الأنسولين سريع المفعول: يبدأ مفعول هذا الأنسولين خلال 15 دقيقة بعد حقن المصابين بمرض السكري من النوع الأول به، ويستمر مفعوله حتى 4 ساعات.
  • الأنسولين متوسط المفعول: يبدأ مفعول هذا الأنسولين خلال 1 ساعة إلى 3 ساعات بعد حقن المصابين بمرض السكري من النوع الأول به، ويستمر مفعوله حتى 12 إلى 24 ساعة.
  • الأنسولين طويل المفعول: يمتد مفعول هذا الأنسولين من 14 إلى 40 ساعة بعد حقن المصابين بمرض السكري من النوع الأول به.

الوقاية من السكري من النوع الأول 

للأسف، لا توجد طريقة معتمدة للوقاية من مرض السكري من النوع الأول، ولكن هناك جهود حثيثة للتعرف على الأسباب الفعلية للإصابة بمرض السكري من النوع الأول، وطرق الوقاية لتجنب ارتفاع سكر الدم، والعثور على علاج داء السكري من النوع الأول.  

متى يجب على مريض السكري زيارة الطبيب؟

ينبغي استشارة الطبيب في حال ظهور أي من أعراض السكري من النوع الأول المذكورة سابقاً سواء لدى الأطفال أو البالغين.  

رعاية مرضى السكري مع تطبيق إثنين    

حقق أهدافك وتعايش مع السكري من خلال الاستفادة من خدمات تطبيق إثنين الذي يوفر خدمة دعم وتدريب لكل من يريد التعايش مع السكري بتحكم وإدارة مثالية، وذلك من خلال استشارات خاصة بك ومصممة لك لتغطي حالتك وتلبي احتياجاتك، وعلى يد أفضل المدربين الصحيين ذوي الخبرة.  

حمل تطبيق إثنين الآن، ولا تنسى الاطلاع على أهمية المدرب الصحي لمريض السكري.