سبق وتحدثنا في مدونة اثنين عن مشاعر مريض السكري، والعلاقة بين الصحة النفسية ومريض السكري حيث أثبتت العديد من الدراسات أن هناك ارتباط وثيق بين مرض السكر والصحة النفسية لمريض السكري، بل وأن العلاقة مزدوجة فكل منهما يؤثر على الآخر وتشخيص إحداها يعني ارتفاع نسبة الإصابة بالآخر، فاضطراب السكر يسبب اضطرابات نفسية مع زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والعكس صحيح.
هذا ويعاني مريض السكري أيضاً من تقلبات في المزاج والتي يعتبرها البعض من صفات مريض السكري. ما هي تقلبات مزاج مريض السكري، وما هي أسباب هذه التقلبات، وما الطريقة الصحيحة للتعامل مع تقلبات مزاج مريض السكري؟ هذا ما سنعرفه في المقال التالي من مدونة اثنين.
نبذة عن ضائقة مرض السكري
يمكننا استخدام مصطلح ضائقة السكري للإشارة إلى الحالات النفسية الناتجة عن تقلب مزاج مريض السكر، وهناك الكثير من الدراسات والكتب عن ضائقة مرض السكري والتي تثبت أن نسبة تقلب مزاج مريض السكر تنتشر ضمن الأعداد التالية:
- 1 من أصل 4 لمرضى السكري من النوع الأول
- 1 من أصل 5 لمرضى السكري من النوع الثاني
قد تتداخل أعراض ضائقة مرض السكري مع أعراض مشاكل نفسية أخرى، ومع ذلك يمكن للطبيب أن يميز ما إن كانت بسبب ضائقة مرض السكري أو لأي أسباب نفسية أخرى. يقوم الطبيب المختص بتشخيص ضائقة مرض السكري والتي نعني بها صفات مرضى السكري عند تقلب مزاج مريض السكر من خلال اختبار تحديد مناطق المشاكل في نطاق مرض السكري، ليتم العثور على سبب المشكلة والبحث عن حل للتخلص منها.
وجب التنويه أنه لا يوجد أدوية مخصصة لعلاج الحالة المزاجية وتقلب مزاج مريض السكر، ولكن يتم علاج صفات مرضى السكري الناجمة عن تقلب المزاج من خلال منح المريض خطة لإدارة المرض بشكل جيد، فكلما شعر المريض أنه قد سيطر على المرض وتمكن من ضبط مستويات سكر الدم، كلما تحسن مزاج المريض وقلل من تلك الأعراض التي تسبب له التوتر.
أعراض تقلب مزاج مريض السكر
إن أعراض ضائقة مرض السكري أو الحالة المزاجية السيئة الناجمة عن تقلب مزاج مريض السكر تشتمل على الآتي:
- الغضب والإحباط بسبب الأعراض المصاحبة لمرض السكري، مثل القدم السكرية، أو مشاكل البصر، وغيرها من الأعراض.
- القلق بشأن ما إن كان المريض قادراً على إدارة المرض بالشكل الصحيح.
- فقدان الحافز لإدارة مرض السكري بالشكل الصحيح.
- عدم الذهاب إلى المواعيد الطبية بانتظام.
- تجنب قياس مستوى سكر الدم.
- تناول الأطعمة غير الصحية بدلاً من البدائل الصحية مثل خبز الشعير لمرضى السكري.
- الشعور بالانعزال والوحدة.
هذا وقد ينجم عن المعاناة من الأعراض المذكورة آنفاً إرهاق جسدي وعاطفي بسبب الضيق المستمر والمرتبط بعدم القدرة على إدارة مرض السكري بالشكل الصحيح الذي يضبط مستويات الجلوكوز في الدم، أو العجز بسبب عدم الحصول على أي نتيجة مرضية بالرغم من محاولة المريض لإدارة مرض السكري، وهنا نعي أهمية المرشد الصحي لمرضى السكري والذي يركز على إدارة الحالة الصحية لمريض السكري ومنحه الرعاية اللازمة والخطط الصحية المصممة له خصيصاً.
أسباب تقلبات مزاج مريض السكري
إن أسباب تقلبات مزاج مريض السكري مرتبطة بمستويات السكر في الدم، إذ يؤثر انخفاض مستوى السكر في الدم على إفراز المخ لهرمون السيروتونين المسؤول عن السعادة والحالة المزاجية المستقرة، كما أنه يساعد في الحفاظ على صحة نفسية إيجابية، أكثر تركيزاَ وأقل قلقاً، ويدعم تكوين مشاعر متزنة عاطفياً، وعليه فإن السكري يمكن أن يؤثر على الحالة النفسية بشكل مباشر.
كما أن عدم قدرة المريض على إدارة مرض السكري بالشكل الصحيح، وتحقيق مستوى طبيعي للسكر في الدم قد يسبب له الإحباط والدخول في حالة من تقلبات المزاج والاكتئاب أحياناً.
التعامل مع تقلبات مزاج مريض السكري
أياً كانت العلاقة التي تربطك بمريض السكري، فإليك القائمة التالية التي تستعرض الطرق الصحيحة للتعامل مع تقلب مزاج مريض السكر من أجل دعم الصحة النفسية لمريض السكري من النوع الأول أو النوع الثاني، وعدم تعرضه لحالات الاكتئاب:
دعم مشاعر مريض السكري
قد يسبب الضغط والإحباط الناجم عدم القدرة على إدارة مرض السكري بالشكل الصحيح ضغطاً نفسياً على مريض السكري، لذا لا بد من متابعة الصحة النفسية لمريض السكري من أجل تقديم الدعم النفسي اللازم والذي يلعب دوراً مهماً في تحسين الحالة النفسية للمريض.
التحدث مع مريض السكري عن مشاعره
من أهم خطوات الدعم النفسي لمريض السكري هي الحوار، والتحدث مع المريض حول ما يشعر به، والمشاركة في تقديم الحلول المتعلقة بإدارة مرض السكري، ومناقشة نمط الحياة اللازم اتباعه من قبل مريض السكري.
تقديم الاهتمام
يشكل تحمل مسؤولية إدارة مرض السكري ضغطاُ كبيراً على المريض، وعليه يمكن للمقربين من المريض تقديم الدعم والمساعدة من خلال تذكيره بموعد الأدوية، ومراقبة نسبة الجلوكوز في الدم، والقيام بالأنشطة البدنية معاً.
الاختلاط بمرضى سكري آخرين
إن التحدث مع أشخاص أخرين مصابين بمرض السكري يخفف من التوتر الذي يعاني منه المرض، إذ سيشاركهم ما يعاني منه، كما سيتبادلون حلول وخطط مفيدة وفعّالة لإدارة مرض السكري.
ممارسة الأنشطة الترفيهية
لا بد لأي شخص يشعر بالتوتر والقلق لأي سببٍ كان أن يرفه عن نفسه، ويشارك في الأنشطة والفعاليات التي تنسيه السبب الذي يشعره بالتوتر، وعليه لا بد على مريض السكري أن يشارك بالأنشطة والفعاليات المسلية بمشاركة العائلة والأصدقاء، وممارسة الرياضة.
تنظيم الخطوات العلاجية
تشتمل الخطة العلاجية لمريض السكري على الكثير من المهام ومنها ما يلزمه بوقت محدد مثل مواعيد إبر الأنسولين إن كانت ضمن الخطة العلاجية، أو مواعيد تناول الأدوية، أو مواعيد فحص نسبة السكر في الدم، أو حتى مواعيد زيارة الطبيب، ويشكل هذا الكم من المهام ضغطاً نفسياً على مريض السكري، ويمكن الخط منه من خلال وضع قائمة بالمهام وتنفيذ كل مهمة على حدة وبشكل منظم وواضح للمريض.
الاستعانة بمرشد صحي
قد يكون المتخصصون في الرعاية الصحية قادرين على تصميم برامج وخطط صحية تساعد مرضى السكري على ضبط وإدارة مرض السكري بشكل لا يشكل ضغطاً نفسياً لهم، ويمكن الاستعانة بخدمات تطبيق اثنين، والذي يقدم لك مدرب سكري وفريق طبّي متكامل لوضع خطة متكاملة لتوازن حياتك مع السكري وتحصل على نتائج مضمونة في أقل من 90 يوماً
رعاية مرضى السكري مع تطبيق إثنين
حقق أهدافك وتعايش مع السكري من خلال الاستفادة من خدمات تطبيق إثنين الذي يوفر خدمة دعم وتدريب لكل من يريد التعايش مع السكري بتحكم وادارة مثالية، وذلك من خلال استشارات خاصة بك ومصممة لك لتغطي حالتك وتلبي احتياجاتك، وعلى يد أفضل المدربين الصحيين ذوي الخبرة.